وظيفة كثافة التدريب تحفيز النمو العضلي |
وظيفة كثافة التدريب تحفيز النمو العضلي
كثيرا ما نجد العديد من لاعبي كمال الأجسام ، لا سيما المبتدئين منهم ، يبحثون عن البرامج التدريبية والغذائية لمشاهير الأبطال من المحترفين وغيرهم ، حتى يتبعونها ويلتزمون بها ، ولكننا نؤكد هنا أنه بالرغم مما تقدمه هذه البرامج لأصحابها الأبطال من فوائد و مكاسب إلا إنها لا تتناسب مع طبيعة كل لاعب .
إذ ليس هناك برنامج عالمي يناسب جميع الأفراد ، وإنما الأمر يعتمد أولا وقبل كل شئ على التجريب ، ولنأخذ تمرين القرفصاء مثالا على ما نقول أن عددا كبيرا ممن يعرفون بالخبرة ويشهد لهم الجميع بعلو الكعب وطول الباع في هذا المجال يقولون إنه لا يمكن لللاعب أن يحصل على البناء العضلي الضخم لعضلات الساقين بدون أداء تمرين القرفصاء .
ونحن لا نتجاهل هذا الرأي ولا نحقره بل نحترمه ونوقره ونتفق معه في عدد كبير من أجزاءه إلا أننا نرى أن تمرين القرفصاء لا يتفق مع جميع طبائع الجسم عند جميع اللاعبين .
إننا لا ننكر ما حققه ( توم بلاتز ) مثلا من ضخامة عضلية وشدة تحديد لعضلات ساقيه ولا سيما عضلات الفخذين , ولكن الذي شد انتباهنا وجذب أنظارنا إليه ثم جرنا إلى الخوض في هذا الموضوع هو ما وصل إليه ( لي لابردا ) من ضخامة عضلات فخذيه وشدة تحديدها بدون أداء تمرين القرفصاء والاستغناء عنه ، صحيح إن عضلات فخذي ( لي لابردا ) ليس كعضلات فخذي ( توم بلاتز ) في هول وشدة ضخامتها ولكنها بلغت من الضخامة الحد الجدير بالبحث والتناول .
يقول ( لي لابردا ) لا تتناسب جميع الأجسام مع جميع التمرينات وذلك لاختلاف أشكال الأجسام فإن اختلاف طول الأوصال يستتبع بالضرورة تغييرا في نسبة الضغط الواقعة على العضلات أثناء أداء التمرين ، فقد يكون تمرين القرفصاء لشخص ما من أنسب التمارين للتدريب الأمثل للعضلات رباعية الرؤوس بالفخذ ، بينما نجدها لاتمثل بالنسبة لشخص آخر حركات لا فائدة منها .
ويضيف ( لي لابردا ) ليس هناك تمرين يعتبر صحيحا 100 % وآخر يعتير خطأ بنسبة 100 % وإنما العملية تعتمد على التجريب الذي يقوم به كل لاعب على حدى ، حتى يجد ما يتناسب مع إمكاناته الجسمانية ويفيده أقصى إفادة .
وهذه العلمية تستوجب حتما تدريب الجسم و الذهن معا ، حتى يكتسب نموا عضليا مميزا ، وبذلك يتم تكوين إطار محدد للتمرينات ليؤدي اللاعب تمرينات في حدوده بدون أفراط ولا تفريط ، لأن التدريب بالطريقة العشوائية لا يأتي بالنتائج المرجوة .
ولا يقول " لي برادا " كلامه هذا من فراغ ، بل إن فلسفته هذه تعتمد على الإحساس العلمي وتدعمها النتائج التي أتت بعد تجريب ، فإن تحفيز النمو العضلي على حد قوله وظيفة كثافة التدريب ، لا مدته ، وتظهر هذه وتبين أكثر في قوله :
إن تدريب العضلة بأشد كثافة ممكنة ، في أقصر فترة ممكنة ، باستخدام أثقل ما يمكن رفعه من الأوزان ، يؤدي إلى الشكل العضلي الجيد ، ويعني الوصول إلى حد الفشل العضلي في كل مجموعة حتى لا يمكن إكمال أداء التكرار إلا عن طريق المقاومة أو خداع العضلات .
وعن تنفيذه لهذه الطريقة يقول " لي برادا " أتدرب بأقصى ما يمكنني من سرعة دونما نظر إلى معدل ضربات القلب ، ولا أتوقف حتى أقترب من حد التعب والإنهاك ، إن التوقف بين المجموعات أكثر من دقيقة لا يفيد بأية حال لأن العضلة تستعيد حيويتها ونشاطها بسرعة عن طريق بعض العمليات الكيميائية ، التي يحدث معظمها في الثواني الخمس عشرة الأولى من فترة التوقف بين المجموعات .
ويضيف " لي برادا " كلما كان تدريباتك بإيقاع أسرع ، ونسبة كثافة أعلي ، حصلت على أحسن شكل عضلي .
ثم يقول في أي وقت أتدرب فيه ، أرفع أثقل ما يمكنني حمله من أوزان ، وأؤدي ما يروق لي من عدد التكرارات ، أي أنني أبدأ كل مجموعاتي بأثقل وزن ممكن ، ثم أخفضه بنسبة 10 % في كل مجموعة تالية ، ولا أفعل هذا إلا بعد فترة إحماء .
و لا يجب على أي لاعب أن ينتهج نفس البرنامج الذي ينتهجه " لي برادا " و إذا أردت أن تقلد بطلا من الأبطال ، فقلده في فلسفته أو طريقة تفكيره أو في أي شئ غير برنامجه التدريبي .
وإذا وجدت عندك برامج الأبطال التدريبية فإنه يمكنك أن تنظر إليها ككل ولا تدخل في تفاصيل أي منها ثم بعد ذلك تتخذ ما يناسبك منها وما تتكيف عليه و أنت أقدر الناس على تحديد ما يناسبك منها من التمرينات و ما يفيدك منها .
تعليقات
إرسال تعليق